انعقدت الجلسة الثانية لسلسلة الحلقات الدراسية الشبكيةلتقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2020 يوم الأربعاء 1 تموز/يوليو 2020 وركزت على الاقتصاد السياسي للفيروس التاجي المستجد-19 (كورونا/كوفيد-19) في منطقة الدول العربية. ناقش المشاركون العجز الحكومي والسياسات المالية والنقدية وتزايد عدم المساواة وتأثير الجائحة على السياحة والخدمات وقطاعي الصناعات التحويلية والزراعة والعاملين غير النظاميين والآثار المترتبة على الاقتصادات القادرة على التكيّف.
مديرة الحلقة: بسمة المومني، أستاذة العلوم السياسية في جامعة واترلو وكلية بالسيلي للشؤون الدولية
أعضاء حلقة النقاش:
- مهى يحيى، مديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط
- طارق يوسف، مدير مركز بروكنغز الدوحة وزميل أقدم في المركز
- ميلاني كاميت، أستاذة الشؤون الدولية في دائرة الدراسات الحكومية، ورئيسة أكاديمية الدراسات الدولية ودراسات المناطق في جامعة هارفارد
الرسائل المهمة
دور قدرة الدولة والإرادة السياسية:
- تشكل كل من العوامل الخاصة بالدول والعوامل المجتمعية قدرة البلدان على مواجهة الجائحة. فقدرة الدولة متعددة الأبعاد (الضرائب، البنى التحتية، التجنيد، نوع النظام، درجة الاعتماد على المساعدات)، فيما تشمل العوامل المجتمعية معدلات الفقر وعدم المساواة. يرتبط عدم المساواة، الذي من المرجح أنه غير مبلّغ عنه في جميع أنحاء المنطقة، بضعف شبكات الأمان الاجتماعي.
- ثمة أمثلة على أماكن فقيرة في مختلف أنحاء العالم قدمت شبكات أمان اجتماعي جيدة. لا يتعلق الأمر بالمال فقط، بل يتعداه إلى ما هو أكثر من ذلك، أي الإرادة السياسية والقدرة.
- السياسة تعيق التنفيذ عند كل منعطف. في الأماكن حيث انهار النظام الصحي والتي تفتقر لحسن الادراك لنطاق المشكلة، تصبح القرارات المتعلقة بمعالجة الأزمة سياسية.
- أشكال القدرة، مثل جمع المعلومات، والبنى التحتية، وقدرة الوزارات الفنية على تقديم الخدمات ضرورية في التصدي للجائحة. تُظهر الأبحاث أن البلدان التي كانت لديها خطة أو حتى أعطت انطباعاً بأنّ لديها خطة، كان أداؤها أفضل.
آثار التماسك الاجتماعي وعدم المساواة على الاستجابات للفيروس التاجي المستجد-19 (كورونا/كوفيد-19):
- تحتاج الاستجابة للجائحة إلى أكثر من إعلان الدول عن الإجراءات وتنفيذها. كما تتطلب امتثال الناس، ويزداد الأمر صعوبة مع اشتداد الأزمات الاقتصادية. يكمن جزء منه في الثقة السياسية بالحكومة، لكن التضامن الاجتماعي يساعد أيضاً. في الواقع، يزداد الامتثال الاجتماعي صعوبة عند وجود انقسامات حول الهوية، وتواجه الأماكن ذات الأنظمة العرقية والدينية المسيّسة صعوبة أكبر في تقديم الخدمات والحفاظ على الامتثال. ومع مرور الوقت، يسود شعور بالتعب من الامتثال، فضلاً عن الميل إلى إلقاء اللوم على مجموعات معينة.
- تظهر الأبحاث أنه في الأماكن التي نجحت في إدارة الأزمة، لعبت الثقة والاستعداد للامتثال من أجل الصالح العام على حساب المصلحة الخاصة للفرد دوراً حاسماً.
- في بلدان الخليج العربي، اتخذت محاولة العثور على المريض المصدر بُعداً طائفياً قوياً. في منطقة تتواجد فيها أعلى نسبة من اللاجئين والمشردين داخلياً، قد نشهد حركية مماثلة لإعادة وصم هذه المجموعات، إذ تعيش في ظروف تسمح بانتشار الفيروس.
- يمر لبنان بأزمة ذات أربعة أبعاد: اقتصادية ومصرفية ومالية وصحية وسياسية. وتتداعى فيها أربع ركائز من أصل خمسة كانت تحافظ على تماسك البلد، بالإضافة إلى أن نظام تقاسم السلطة السياسية موضع نقاش. انهارت الطبقة الوسطى المكونة من المهنيين، وفقدت الليرة اللبنانية 80 بالمائة من قيمتها في الأشهر الأخيرة. لم يعد الاقتصاد من الاقتصادت الناشئة التي تعتمد على السياحة والمصارف. كما تُطرح أسئلة حول الحريات الأساسية المتعلقة بالتعبير والتنقل والتجمع وتفاقم حملات القمع. ما تبقى هو الركيزة الخامسة، أي الأمن والجيش اللبناني، وحتى هؤلاء يرزحون تحت الضغط لأنهم مرهقون فيما يشاهدون تلاشي قدرتهم الشرائية. اعتباراً من 19 كانون الأول/ديسمبر 2019 فُقدت 200,000 وظيفة. وتشير التقديرات إلى أن ما بين 55 و60 بالمائة من السكان قد يصبحون تحت خط الفقر إذا استمرت الليرة اللبنانية في الانهيار دون التوقعات الأولية.
توجيه الجهود والموارد لتحقيق نتائج منهجية أفضل:
- تعتبر البيانات مثل تلك التي توفرها وثائق التقييم السريع للتأثير التي أعدها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مهمة لتحسين فهمنا لما يحدث بالفعل على أرض الواقع.
- ثمة حاجة إلى حزم كبيرة للإنفاق العام ولضمان وصول المساعدات الاجتماعية لمَن هم في أمسّ الحاجة إليها. تتطلب تغطية أي فجوة في المساعدات أو التمويل التفكير بسرعة خارج القنوات المعتادة لأن بقية أنحاء العالم تواجه التحديات أيضاً.
- المشروطية كلمة سيئة تعود بنا إلى أوج “إجماع واشنطن”. ربما يمكن إعادة صياغتها من الطرف الآخر من الطيف الأيديولوجي، لضمان أن تصب موارد التنمية بطرق جيدة في بناء أنظمة أفضل قادرة على إعطاء نتائج أفضل.
- تستلزم الاستجابة للأوبئة التعاون بين الحكومات، ولكن سجل الإنجازات في المنطقة يتضمن تفاوتات كبرى نظراً إلى أن بعض الحكومات تعمل بشكل أفضل من غيرها، وذلك بما استثمرت في التنسيق.
- اقترح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأردن خمسة مسرّعات على الحكومة أن تأخذها في الحسبان في جميع حزم التحفيز الجديدة والقروض والتدخلات:
- العدالة والشمول: كيف تعالج استثماراتك أو تدخلاتك الجديدة مواطن الضعف؟
- مراعاة المنظور الجنساني والاستجابة له: هل يتم إدخال مراعاة المنظور الجنساني في صميم التدابير الجديدة للاستجابة ؟
- التحوّل الرقمي: هل تتناول العناصر الأساسية للتقنية؟
- الاستدامة البيئية: هل تفكر في حوافز الاقتصاد الأخضر (المراعي للبيئة)؟
- التأهب و الاستعداد: كيف تستعد بشكل أفضل لمواجهة الصدمات المستقبلية؟
- المنظمات الدولية يمكن أن تمارس تأثيراً إيجابياً. يمكن لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي المساعدة في الضغط من أجل الحوار ودعم التنسيق بين مختلف التدخلات.
التسجيل الكامل للحلقات الدراسية الشبكية متاح على هذا الرابط.