أطلق المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يوم الأربعاء 17 حزيران/يونيو 2020 سلسلة حلقات دراسية شبكية حول تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2020، مع التركيز على التنمية البشرية في الدول العربية خلال انتشار الفيروس التاجي المستجد-19(كورونا/كوفيد-19). تناول الجزء الأول من السلسلة الصحة العامة في المنطقة العربية. وناقش المشاركون معدلات الأمراض والوفيات المرتبطة بالفيروس التاجي المستجد-19 (كورونا/كوفيد-19)؛ ومواطن الضعف الفريدة على مستوى المجتمع والدولة، المرتبطة بالظروف الخاصة للمنطقة؛ والمخاطر والنجاحات والتوصيات من أجل الاستجابة الفاعلة للفيروس بهدف الحد من عدم الإنصاف.
مديرة الحلقة: ريما عفيفي، أستاذة ورئيسة مؤقتة ومديرة الدراسات العليا ومديرة مركز أبحاث الوقاية المتعلقة بالصحة الريفية في جامعة آيوا
أعضاء حلقة النقاش:
- فادي الجردلي، أستاذ مشارك في السياسات والأنظمة الصحية، ومدير مركز ترشيد السياسات في الجامعة الأميركية في بيروت
- علي مقداد، مدير مبادرات الشرق الأوسط وأستاذ الصحة العالمية في معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن
- نيكولا جونز، مدير برنامج البحوث “النوع الاجتماعي والمراهقة”، ومدير وباحث رئيسي في برنامج المساواة بين الجنسين والإدماج الاجتماعي التابع لمعهد التنمية الخارجية
الرسائل المهمة
الاستثمار في القدرات في مجال الصحة العامة والمرونة:
- تختلف القدرات في مجال أنظمة الصحة العامة في المنطقة من بلد لآخر. يقصّر العديد من البلدان والحكومات في المنطقة في الاستثمار في البنى التحتية للصحة العامة، مما يؤدي إلى بروز تداعيات خلال هذه الأزمة، حيث أن البلدان والحكومات التي استثمرت قد استجابت على نحو أسرع.
- لا تتمتع بلدان كثيرة في المنطقة بالمرونة عندما يتعلق الأمر بمواجهة الصدمات الصحية والاقتصادية. كشفت الأزمة عن العديد من أوجه الخلل المرتبطة بنقص التنسيق بين القطاعات.
- لا يتعلق التأهب في مجال الصحة العامة فقط بضمان أن يكون النظام أكثر استعداداً للاستجابة للأزمات الصحية. يتعلق الأمر بتسخير مواطن القوة في جميع القطاعات الأخرى للاستجابة بطرق فاعلة ومنسقة.
- يشكل ذلك فرصة عظيمة لمجتمع الصحة العامة وعلماء السياسة والأكاديميين لإعادة تشكيل السرد المتعلق بالصحة العامة. في ضوء تقصير العديد من البلدان في الاستثمار في الصحة العامة، يمكنها أن تثبت أن الاستثمار في هذا المجال هو الاستثمار الأكثر فاعلية وتمسّ الحاجة إليه.
الاهتمامات الباعثة على القلق فيما يخص البيانات والحاجة إلى التدخلات المبنية على البينة:
- تحتاج المنطقة إلى نظم معلومات صحية أفضل. تخفي المتوسطات القطرية تباينات عديدة وغالباً ما تكون البيانات دون الوطنية غير متوفرة. فيما يتعلق بنقاط البيانات الرئيسية مثل معدل الإصابة، وقدرة مقدمي الخدمات، وعدد الوفيات، ثمة قضايا تتعلق بشفافية البيانات وإمكانية الوصول إليها.
- ثمة فجوة ثقة كبيرة بين الناس والحكومة توسعت خلال الأزمة وظهرت جلية في عدم ثقة الناس في البيانات التي تم إصدارها.
- التنسيق الجيد على مستوى المجتمع، والتنظيم والإبلاغ عن البيانات عامل رئيسي في التغلب على الفيروس التاجي المستجد-19 (كورونا/كوفيد-19). ثمة حاجة إلى بيانات عالية الجودة وذات مصداقية لوضع استجابات فاعلة.
- يتعيّن على الحكومات الاستثمار في التقنيات الرقمية. لا يملك العديد من المستشفيات سجلات إلكترونية كما أن سجلات الوفيات التي تملكها سيئة الترميز. لكن الصحة الرقمية وتطبيقات الهواتف المحمولة أثبتت فاعليتها في الوصول إلى المجتمعات وتغيير السلوك العام.
التأثير على المجتمعات التي تعاني من مواطن ضعف متعددة:
- وصل الفيروس للفيروس التاجي المستجد-19 (كورونا/كوفيد-19) إلى المنطقة في خضم التحديات القائمة، بما في ذلك الأمراض المعدية والوبائية والنزاعات والحروب.
- في المجتمعات التي تعاني في الأصل من علاقات مشحونة بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة، تفاقمت القضايا الأساسية بسبب الجائحة. على سبيل المثال، يعبر الشباب السوري عن شعورهم بالخوف من الخروج من مجتمعاتهم للوصول إلى الخدمات، خوفاً من التعرض للضرب من قبل السلطات أو المجتمعات المضيفة.
- ثمة فجوة كبيرة تتعلق بتوفير خدمات الصحة النفسية. قبل بروز الفيروس التاجي المستجد-19 (كورونا/كوفيد-19)، كانت أنظمة الإحالة المخصصة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية محدودة ومشتتة بالفعل. ويترتب على الحصول على العلاج النفسي قضايا حرجة مثل حمل وصمة العار. كما يوجد تقاطع بين مواطن الضعف القائمة على أساس النوع الاجتماعي والصحة العقلية.
- ثمة حاجة إلى حزمة أوسع نطاقاً من خدمات الحماية الاجتماعية، ولكن لدينا أدلة قليلة على رفع مستوى نظم الحماية الاجتماعية للسكان الضعفاء بشكل سريع. قد تكون هناك مدفوعات لمرة واحدة مثل مدفوعات الاستعداد لفصل الشتاء، ولكن لا يوجد تحوّل مهم في معالجة الانعدام المتزايد للأمن الاقتصادي والغذائي. يتعيّن على البلدان المستوردة للمنتجات الزراعية النظر في الانعكاسات على الأمن الغذائي، بما في ذلك النقل.
- تميل الاستجابات للفيروس التاجي المستجد-19 (كورونا/كوفيد-19) إلى التركيز على عوامل الخطر الحَيَوية مثل العمر أو الحالات المرضية الموجودة أصلاً أو المرتبطة بنقص المناعة. لكن عوامل الخطر الاجتماعية تلعب دوراً أيضاً في هذا المجال. ثمة حاجة إلى ضمان استشارة الفئات الأكثر ضعفاً وإشراكهم في وضع الاستجابات.
- أخيراً، من المهم مراعاة دعم الشباب ذوي الإعاقات البدنية والبصرية الذين قد يفتقرون إلى إمكانية الوصول إلى التعليم عبر شبكة الإنترنت.
تحويل الأزمة إلى فرصة – تحقيق الإنصاف في مجال الصحة:
- هذه فرصة لوضع خطط إعادة البناء التي تعطي الأولوية لمرونة النظام الصحي في مواجهة تفشي الأمراض في المستقبل. يجب أن يشارك مجتمع الصحة العامة وعلماء السياسة والأكاديميون جميعاً في إعادة تشكيل السرد المتعلق بالصحة العامة.
- لقد آن الأوان لإضفاء الطابع المؤسسي على العلاقة بين خبراء الصحة العامة ومقرِّري السياسات من خلال إشراك خبراء الصحة العامة والمسؤولين في تصميم البنى التحتية.
- كشفت الجائحة عن العديد من أوجه القصور في المنطقة. في معرض تكيفها مع واقع ما بعد الجائحة، يجب أن تعزز نظم الصحة العامة الممارسات المؤسسية المتكررة والخاصة بأفضل طرق العمل، بدلاً من العودة إلى تسيير العمل بالطريقة المعتادة.
- ستحدد كيفية استجابة البلدان للفيروس التاجي المستجد-19 (كورونا/كوفيد-19) شكل التعاون والتنسيق الإقليمي بشأن التحديات المشتركة لأعوام عديدة مقبلة.
التسجيل الكامل للحلقات الدراسية الشبكية متاح على هذا الرابط.